في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نعرب عن تقديرنا لأبطالنا في العمل الإنساني.
بدور أبوكويك، مسؤولة قسم الاتصالات لدينا في غزة، توضح لنا تحديات العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة:
” قمت بزيارة ميدانية قبل عامين لحي الشجاعية لمقابلة يوسف، البالغ من العمر سبع سنوات، وهو طفل صغير نشط تقوم الإغاثة الإسلامية برعايته ، ولقد تحدثت معه عن حياته اليومية وآماله، وطموحاته، وعن حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم، واستحضرت ذكرياته، حيث حكى لي عن حديقة جميلة صغيرة في منزله اعتاد فيها على قضاء وقت سعيد باللعب والرسم مع أخته الكبرى، إيمان.”
تكمل بدور حديثها : “بعد يومين من تلك الزيارة، اشتعلت الحرب في غزة، وبعد مرور عدة أيام، تعرض حي يوسف للقذف، وعندما تم الإعلان عن وقف إطلاق النار لبضع ساعات، ذهبت لزيارة الحي، إلا أنني صدمت من هول المنظر، فلم أتمكن من التعرف على المنطقة ،كل شيء قد تغير، كان الدمار الهائل في كل مكان – المنازل وشبكات الصرف الصحي تدمرت، وأسلاك الكهرباء تقطعت وتمزقت، وفرق الإنقاذ تبحث عن الجثث في كل مكان، مشينا تحت الأنقاض، وكنت بالكاد قادرة على التحرك أو التعرف على المكان من حولنا.”
“عندما وصلنا إلى المكان الذي اعتاد يوسف العيش فيه، كانت الأنقاض المنتشرة قد وضعت نهاية لكل آماله وأحلامه ، أمام هذا المشهد الكارثي، لم ينجح يوسف في إخفاء صدمته عندما وجد أن جميع ألعابه قد دمرت ، كان من الصعب جدا علي أن أشهد معاناته التي فاقت الاحتمال بعد رؤية سعادته السابقة.”
“يمكنك أن ترى البؤس في عيون هؤلاء الاطفال المصابين في انتظار قدوم آبائهم وأمهاتهم في مستشفيات غزة، شيماء، أحد هؤلاء الأطفال، قضت أياما في المستشفى تنتظر قدوم أمها، جاهلة بحقيقة وفاة أمها قبل بضعة أيام.”
“إن أكثر الأمور قسوة وصعوبة في غزة، هو أن تجد نفسك اليوم في خدمة ومساعدة المحتاجين، ويحاصرك الخوف من أن تكون أنت نفسك، غدا، واحدا من هؤلاء الذين يطلبون الإغاثة”.