الإغاثة الإسلامية ساعدتنا ألا نخسر جهدنا وأموالنا

دفعت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان في قطاع غزة، الكثير من النساء البحث عن فرص عمل تؤمن لأسرهم ولو القليل من المال الذي يمنحهم الحياة الكريمة.

بقليل من الإمكانيات بدأت 41 سيدة العام الماضي العمل على تأسيس أول شركة فلسطينية تديرها النساء تختص بإنتاج  ( العجوة) المستخدمة في صنع الكعك والحلويات.

أم إسماعيل أبو منديل ( 45 عام ) تعيل 8 أفراد من أسرتها هي واحدة من السيدات المؤسسات للشركة يبدأ يومها باكرًا فمنذ الساعة الرابعة فجرًا تستيقظ لإنجاز بعض المهمات المنزلية ومن ثم تستعد للانطلاق إلى العمل لتكون في مقر عملها تمام الساعة السابعة صباحًا بحثًا عن لقمة العيش.

تبدأ أم إسماعيل حديثها نيابة عن زميلاتها في العمل ” لكل واحدة منا قصة كفاح في العمل نحن جميعنا هنا نساء يعملن بجد من أجل توفير متطلبات عائلاتنا، على سبيل المثال من عملي أقوم بتوفير الرسوم الدراسية الجامعية لاثنين من أبنائي وحين ينتهون من الدراسة سأقوم بتدريس اثنين اخرين من أبنائي.”

داخل مقر الشركة تجلس النساء منهمكات في تحضير العجوة ابتداء من تقشير الرطب إلى غسله وإزالة النوى منه ثم تجفيفه وتعقيمه إلى مرحلة التوزين والتبكيت النهائية، استعدادًا لترويجه في الأسواق الفلسطينية المحلية.

رحلة صنع العجوة هذه كانت مرهقة للغاية بالنسبة للسيدات إذ لم يكن لديهن دفيئات تسهم في تجفيف التمر سريعًا تقول أم إسماعيل:

” لقد كنا نعاني كثيرًا من أجل تجفيف التمر، كنا نعتمد على أشعة الشمس والهواء لتجفيفه عن طريق الأسطح، كثيرًا ما كنا نخسر المحصول والتعب الذي نبذله حينما تمطر السماء!، حتى أن الندى كان يؤخر تجفيف التمر.”

وتوضح “مساحة السطح لدينا أيضًا غير كافية لنشر كل التمر، هذا عدا عن أن هذه الطريقة كانت تتطلب منا أكثر من أربعة أيام للتجفيف.”

ام اسماعيل استفادت هي ومجموعة من السيدات من مشروع دعم سبل العيش والتمكين الاقتصادي للفئات الضعيفة تستكمل حديثها بفرح ” الحمد لله حينما حصلنا على تمويل من الإغاثة الإسلامية لتطوير مشروعنا الصغير ، قمنا بإنشاء دفيئتين زراعتين، وبدأنا باستخدامها لتجفيف التمر، لقد كانت مساعدة الإغاثة الإسلامية لنا طوق نجاة، كنا ننتظرها بفارغ الصبر.”

تتابع حديثها أثناء عملها في تبكيت العجوة ” لقد فرحت جميع السيدات المشاركات بالمشروع بدعم الإغاثة الإسلامية لنا، لم يكن بمقدورنا إنشاء الدفيئات من أموالنا فلقد استنفذنا كل ما نملكه في سبيل انشاء الشركة.”

وتضيف ” لم نعد نضطر للانتظار طويلاً حتى يجف التمر، أصبحنا نقوم بتجفيفه خلال نصف يوم فقط، هذا الأمر ساعدنا على إنتاج كميات أوفر من العجوة بوقت قصير.”

تواصل حديثها ” الحمد لله لم نعد نخسر كميات كبيرة من التمر كما كان في السابق، لقد أصبحن السيدات يعملن براحة كبيرة.”

” نتمنى أن يستمر دعم الإغاثة الإسلامية لمشروعنا لقد أنتجنا العام الماضي 25 طن من العجوة، مع دعم الإغاثة الإسلامية لنا نتوقع أن تتضاعف الكمية ونقوم بإنتاج 40 طن.”

” نحن بحاجة لشراء ثلاجات تبريد، ولدينا طموح كبير بتطوير خطوط الإنتاج لدينا ونصبح قادرين على إنتاج أصناف متعددة من الحلويات باستخدام العجوة التي تنتجها النساء، وبالتالي تشغيل أعداد أكبر من السيدات.”

” نشعر بالفخر الكبير عندما نرى منتجنا الوطني في الأسواق الذي أنتج بأيدي النساء حتى أن السيدات العاملات معي جميعهن يشعرن بالفخر والسعادة من عملهن لقد عادت الثقة لأنفسهن بعد أن أصبحن قادرات على تحسين ظروفهم الاقتصادية.”